الهرم الرقمي للشيطان : كيف تُختَطَف عقولنا في زمن الذكاء الاصطناعي ؟



بقلم الكاتب الصحفى أيمن شاكر 

رئيس قسم الأدب ✍🏻 

لقد تحولت حرب الشيطان القديمة ضد الإنسان من همسات خفية إلى هجوم رقمي منظم. لم يعد عدونا يعمل في الخفاء فقط ، بل أصبح يمتلك جيوشاً رقمية تعمل على تشويه الفطرة وتحطيم القيم باستخدام أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا.


في قمة هذا الهرم الشيطاني يقف إبليس وجنوده من الجن ، يستخدمون خبرتهم الأزلية في إغواء البشر لتوجيه شياطين الإنس. هؤلاء بدورهم ينقسمون إلى مطورين يصممون خوارزميات الإباحية ، ومؤثرين يروجون للانحلال ، وسياسيين يشرعنون الفساد.


أما قاعدة هذا الهرم فهي الجيوش الرقمية من الذباب الإلكتروني الذي يشوه صورة الدين ، والمستخدمين المدمنين الذين تحولوا إلى قطعان تسير وفق ما تمليه عليهم الخوارزميات.


تعمل آلات الشيطان الحديثة بطرق خبيثة. فهي تتجسس على كل حركة لك ، تتعقب نقراتك ، وحتى تعبيرات وجهك. تبدأ بإغرائك بمحتوى "بريء" ثم تدفعك تدريجياً نحو الهاوية. تصيبك بالإدمان من خلال تحفيز هرمون الدوبامين عبر الإشعارات واللايكات.


لقد تطورت أدوات الإغواء من وسوسة بسيطة إلى أنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة. فأصبح لدينا مؤثرون افتراضيون يروجون للرذيلة ، وألعاب إلكترونية تطبع الشذوذ والسحر ، وخوارزميات ذكية تزين الباطل وتجعله مقبولاً.


النتائج مروعة : مجتمعات تفقد بوصلتها الأخلاقية ، أطفال يعرفون المؤثرين أكثر من الصحابة ، أسر تتفكك بسبب الإدمان الرقمي. الأرقام صادمة : 68% من الشباب العربي أصبحوا يتقبلون الشذوذ بعد تعرضهم المستمر للمحتوى المنحرف.


لكن الأمل لا يزال موجوداً. يمكننا كسر هذه الشيفرة الشيطانية من خلال :


1- التطهير الرقمي بحذف تطبيقات الفتنة واستخدام أدوات الحماية.

2- التحصين الإيماني بالذكر وقراءة القرآن.

3- التربية المقاومة بتعليم الأبناء إنتاج محتوى إسلامي.

4- المواجهة الجماعية بدعم المنصات الإسلامية البديلة.


اليوم نحن أمام مفترق طرق : إما أن نكون أرقاماً في جيش إبليس الرقمي ، أو أبطالاً في سجل المجاهدين الإلكترونيين. شاشتك أصبحت مذبحاً، إما أن تذبح عليها دينك أو شهواتك. بياناتك تحولت إلى سلاح ، إما أن تسلمها للشيطان أو تصنع منها قرآناً رقمياً.


الوقت يداهمنا .. انزع الأسلاك عن قلبك قبل أن تُختطف روحك ! أغلق باب الشيطان بضغطة واحدة ، وافتح أبواب الجنة بلمسة إيمان. فكما قال تعالى : "كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ".


الخلاص بين يديك الآن ، فاختر بحكمة أي طريق ستسلك ، قبل أن تصبح مجرد رقم في قاعدة بيانات الشيطان .


سنلتقى إن كان فى العمر بقيه 

إرسال تعليق

أحدث أقدم