بيوت اونلاين ... كيف تحولت الاسرة الى اشعارات متبادله

تكتب الإعلامية مارڤل مجدي عبد الكريم هذا المقال من قلب الواقع المصري، حيث لم تعد الأسرة كما كانت، ولم يعد "البيت" مجرد مكان يجمع أفرادًا، بل أصبح مساحة رقمية تتقاطع فيها الإشعارات مع المشاعر، وتتنافس فيها الشاشات مع الحوار. في زمنٍ دخلت فيه السوشيال ميديا إلى البيوت كضيف خفيف، سرعان ما تحوّل إلى صاحب قرار، تغيّرت ملامح العلاقات الأسرية، وتبدّلت مفاهيم "اللمة" و"الاهتمام" و"الخصوصية". هذا المقال ليس فقط رصدًا لتأثير التكنولوجيا على الأسرة، بل دعوة للتأمل في ما فقدناه، وما يمكن استعادته، لو قررنا أن نعود لبعضنا بدلًا من أن نكتفي بالظهور لبعضنا على الشاشة.


فى زمن أصبحت فيه الشاشات جزءًا من تفاصيلنا اليومية، دخلت السوشيال ميديا إلى البيوت المصرية كضيف خفيف، لكنها سرعان ما تحولت إلى صاحب بيت، يفرض إيقاعه على العلاقات، ويعيد تشكيل مفهوم "اللمة" و"الحوار" و"الاهتمام".

 في السنوات الأخيرة، أصبحت السوشيال ميديا جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية داخل البيوت المصرية. ومع انتشار الهواتف الذكية وتطبيقات التواصل، تغيّر شكل العلاقات الأسرية بشكل ملحوظ. وبين من يرى فيها وسيلة للتقارب، ومن يعتبرها سببًا للانفصال العاطفي، تظل الحقيقة أن تأثيرها أصبح عميقًا ومباشرًا على نسيج الأسرة.

غيرت السوشيال ميديا شكل الحياة الاسرية 

انخفاض الحوار الحقيقي: كثير من الأسر باتت تعيش في نفس المكان دون تفاعل مباشر، حيث ينشغل كل فرد بعالمه الرقمي.

تراجع "لمة العيلة": المناسبات العائلية والجلوس الجماعي تراجع لصالح الجلوس الفردي أمام الشاشة.

الاهتمام الظاهري: أصبح البعض يهتم بمظهر العلاقة على الإنترنت أكثر من جوهرها في الواقع.

السوشيال ميديا لها تأثيرات نفسيه و مجتمعيه مثل 

الإدمان الرقمي: الاستخدام المفرط للسوشيال ميديا يؤدي إلى العزلة داخل البيت، خاصة بين الأزواج والأبناء.

المقارنات السامة: رؤية نماذج مثالية على الإنترنت تخلق شعورًا بالنقص، وتؤثر على رضا الفرد عن حياته الأسرية.

الشك والخيانة الرقمية: التفاعل المفرط مع الغرباء، أو الغموض في استخدام التطبيقات، أصبح سببًا في توتر العلاقات الزوجية.

ضعف التواصل مع الأبناء: الأطفال والمراهقون باتوا يتحدثون بلغة الإنترنت، ويجدون فيها ملاذًا بدلًا من الحوار مع الأهل.

في زمن أصبحت فيه الشاشات أقرب إلينا من الأشخاص، لم تعد المشكلة في وجود السوشيال ميديا، بل في غيابنا عن بعضنا. الأسرة التي كانت تُبنى على الحوار والدفء، أصبحت مهددة بالتفكك الرقمي، حيث يعيش كل فرد في عالمه الخاص، رغم أنهم تحت سقف واحد.

لكن استعادة الروابط لا تحتاج لمعجزات، بل لقرار بسيط: أن نرفع أعيننا عن الشاشة، وننظر في عيون من نحب. لأن أقوى شبكة تواصل... هي الأسرة نفسها، حين تتكلم، تحتضن، وتستمع.

في زمنٍ أصبحت فيه العيون معلّقة بالشاشات أكثر من تعلقها بالوجوه، لم تعد المشكلة في وجود التكنولوجيا، بل في غيابنا عن بعضنا البعض. ومن خلال هذا المقال، تؤكد الإعلامية مارڤل مجدي عبد الكريم أن استعادة الروابط الأسرية لا تحتاج إلى تقنيات جديدة، بل إلى نوايا صادقة، وقرارات بسيطة: أن نغلق الهاتف قليلًا، ونفتح القلب كثيرًا. الأسرة ليست مجموعة حسابات على تطبيق، بل كيان حيّ يُبنى بالحوار، ويُصان بالاهتمام، ويُشفى بالحب. فلتكن البداية من لحظة صمت أمام الشاشة، تُستبدل بكلمة حقيقية، ونظرة دافئة، واحتضان لا يحتاج إلى "إيموجي".


بقلم: الإعلامية مارڤل مجدي عبد الكريم

إرسال تعليق

أحدث أقدم