بقلم الكاتب الصحفى أيمن شاكر
رئيس قسم الأدب ✍🏻
في عالم تزداد فيه مسافات التباعد ، وتضعف فيه أواصر التواصل ، تبرز الحاجة إلى قلوب عامرة بالحب ، وعزائم قادرة على البناء ، تصل ما انقطع وتلم الشتات . وفي مقدمة هؤلاء ، يقف الاستاذ مصطفى مرزوق ، أمين أمانة العاملين بالخارج بحزب الجبهة الوطنية ، ليس مجرد اسم في منصب ، بل هو قصة وفاء وإنسانية ، جسدت على أرض الواقع معنى أن يكون المرء ملاذاً للأمل وجسراً من الثقة يربط بين مصر وأبنائها المغتربين في شتى بقاع الأرض .
🔻ولعل السر في ارتباط اسمه بلقب "القنصل" يكمن في سجله الحافل بالعطاء . فقد لُقب بـ " القنصل " تكريماً له داخل أوساط الجالية المصرية بالمملكة العربية السعودية ، حيث قضى سنوات طوكراً نفسه لخدمة أبناء وطنه في الغربة . لم يكن اللقب مرتبطاً بمنصب دبلوماسي رسمي ، بل كان وساماً شعبياً قلّده إياه أبناء الجالية تقديراً لجهوده المتواصلة في حل مشاكلهم ، ومساعدتهم في تذليل العقبات ، وكونه الملجأ الأول لهم في شدائدهم . لقد كان " القنصل " بمعنى الكلمة :
ممثلاً حقيقياً للوطن في قلوب مغتربيه.
🔻هذه الخبرة الإنسانية الميدانية هي التي شكلت رؤيته حين تبوأ منصبه الحالي في حزب الجبهة الوطنية ، حيث حول الأمانة من مجرد هيكل إداري إلى منصة حوار ديناميكية ، وإلى بيت خبرة يقدم حلولاً عملية للتحديات التي تواجه المصريين في الخارج ، من قضايا قانونية ومعيشية إلى السعي الدائم للحفاظ على الهوية والانتماء لأجيالهم الناشئة بعيداً عن أرض الكنانة.
🔻ما يميز مسيرة الاستاذ مصطفى مرزوق هو رؤيته الاستباقية التي تتجاوز حل الأزمات إلى منعها. فهو لا ينتظر أن تطرق المشاكل بابه ، بل يبادر بالذهاب إليها ، من خلال لقاءاته الميدانية المستمرة مع الجاليات المصرية في مختلف الدول ، مستمعاً بإنصات ، متفهماً بقلب مفتوح ، حاملاً همومهم كأنها همومه الشخصية .
لقد جعل من الأمانة صلة وصل حقيقية ، تذيب الجليد بين أبناء الوطن في الداخل والخارج ، وتؤكد أن المغتربين شريك استراتيجي في عملية التنمية، وأن عطاءهم لا يقدر بثمن.
🔻برؤيته الثاقبة وإيمانه الراسخ بدور المغترب ، عمل على تحويل التحديات إلى فرص ، والمعوقات إلى طاقات إيجابية . فهو لا يرى في المغترب مجرد مرسل للتحويلات المالية، بل يرى فيه سفيراً لمصر ، يحمل ثقافتها وقيمها ، وسفيراً إلى مصر، حاملاً الخبرات والتقنيات التي اكتسبها من العالم . إنه رجل يؤمن بأن الوطن يبنى باليد والفؤاد معاً ، وأن قلوب المغتربين هي أقوى رصيد لهذا الوطن.
🏛️لقد استطاع الاستاذ مصطفى مرزوق ، بفضل حنكته وصدقه ، أن يزرع الثقة في نفوس الآلاف، مذكراً إياهم بأن الوطن ، برغم المسافات ، لم ولن يغيب عنهم ، وأن هناك من يذكرهم ويدافع عن قضاياهم ويعمل ليل نهار لتذليل الصعاب أمامهم. لقد جسد بكل ما فيه معنى "الخدمة العامة" بمعناها النبيل، حيث يكون الانتماء هو الحافز، والإنسانية هي المرشد ، والعطاء هو الغاية.
🏛️وفي الختام ، فإن سيرة الاستاذ مصطفى مرزوق تذكرنا بأن الأوطان لا تُبنى بالخطب والوعود ، بل بالعمل الصامت والإرادة التي لا تلين ، والقلوب التي تنبض بالوفاء . فهو لم يكن أميناً للعاملين بالخارج فحسب ، بل كان أميناً على أحلامهم ، أميناً على آمالهم ، أميناً على صلة الرحم بينهم وبين أرضهم . لقد وهب نفسه وقته وطاقته ليكون خيط النور الذي يربطهم بالوطن ، فكان بحق :-
• نبراس أمل في ظلام الغربة ، وسنداً لمن لا سند له ، وصوتاً يصدح بالانتماء حيث لا يسمع أحد سوى همس الحنين . رجل أثبت أن المسافات لا تقطع أواصر القلوب ، وأن العطاء لا حدود له عندما يصبح الوطن هو الحب ، هو الهوى ، هو الغاية .
حفظ الله مصر وقيادتها وشعبها العظيم
سنلتقى إن كان فى العمر بقيه