حين تتحول الصناعة الدفاعية إلى رؤية دولة وصوت قوة صاعدة معرض Egypt Defence Expo - EDEX 2025


حين تتحول الصناعة الدفاعية إلى رؤية دولة وصوت قوة صاعدة معرض Egypt Defence Expo - EDEX 2025.

بقلم: الكاتب والمفكر الاستراتيجي مستشار أحمد إكرام  

---

في عالمٍ تتبدّل فيه موازين القوة على وقع التكنولوجيا، وتتشكل خرائط النفوذ من بوابة الصناعات الدفاعية الحديثة، يأتي معرض مصر الدولي للصناعات الدفاعية EDEX 2025 ليقدّم رسالة أبعد بكثير من أجنحة العرض ومنصات السلاح.

إنه منصة سيادية لدولة تعرف جيدًا قيمة الردع، وقيمة البناء، وقيمة أن يكون قرارها مستقلًا ومنسجمًا مع مصالحها العليا.

EDEX – بنسخته الرابعة 2025 – ليس مجرد حدث؛ بل تجسيد لرؤية مصر الاستراتيجية نحو مستقبل تصنع فيه أدوات قوتها بيديها، وتؤكد حضورها كفاعل رئيسي في منظومة الأمن الإقليمي، وكمركز صناعي قادر على تطوير حلول دفاعية متقدمة تستجيب لتهديدات العصر.

---

أولًا: لماذا يمثل EDEX 2025 نقطة تحول وليست دورة جديدة؟

لأن المعرض هذا العام يأتي في لحظة إقليمية دقيقة، تتشابك فيها التحديات:

تهديدات حدودية، سباق تكنولوجي عالمي، اضطرابات إقليمية، وتحوّلات اقتصادية تفرض على الدول أن تبني قدرتها الدفاعية بمعايير جديدة.

وفي قلب هذه البيئة المعقّدة تؤكد مصر أنها:

تملك الإرادة السياسية لتطوير صناعات سيادية مستقلة.

تفتح أبواب التعاون الدولي فقط بما يخدم المصلحة الوطنية.

تربط بين الدفاع والتنمية كركيزتين متكاملتين لا ينفصلان.

EDEX 2025 هو إعلان صريح بأن مصر لا تستورد مستقبلها… بل تصنعه.

---

ثانيًا: ما الذي يميّز رؤية مصر الدفاعية كما يعكسها المعرض؟

1- منظومات متكاملة… لا أسلحة منفردة

العرض لم يعد مجرد معدات وذخائر، بل شبكات سيطرة، رصد، تحليل بيانات، طائرات دون طيار، حرب إلكترونية، اتصالات مشفرة، وأنظمة ذاتية التشغيل.

بهذا التوجه، تنتقل مصر من مرحلة الحصول على “منصة سلاح” إلى امتلاك هندسة عمليات كاملة.

2- توطين الصناعة الدفاعية… قرار سيادي لا مشروع عابر

التركيز على المنتج المصري — مركبات، طائرات بدون طيار، ذخائر ذكية، حلول إلكترونية — يعكس مسارًا وطنيًا طويلًا لبناء قاعدة صناعية جادة، وليست “ورش تصنيع”.

هذا يعزز:

الاستقلالية في القرار العسكري،

حماية الأمن القومي،

دعم الاقتصاد المحلي،

خلق فرص عمل عالية الخبرة.

3- منصة دبلوماسية وصناعية في آن واحد

وجود وفود رسمية وشركات عالمية من عشرات الدول يجعل من EDEX مساحة لإبرام اتفاقات نقل تكنولوجيا، شراكات، ومشاريع مشتركة تخدم رؤية مصر بعيدة المدى.

لم تعد مصر “سوقًا”، بل أصبحت شريكًا صناعيًا.

4- ربط الصناعة بالبحث العلمي… معركة المستقبل هي معركة المعرفة

الدول التي تقود التكنولوجيا اليوم هي الدول التي تربط الصناعة بالجامعات والمراكز البحثية.

ومصر تتحرك في هذا الاتجاه:

بناء قدرات بشرية مؤهلة، تطوير مختبرات، دعم مصانع تكنولوجية، وتطوير كوادر شابة قادرة على إنتاج حلول دفاعية محلية لا تعتمد على الخارج.

---

ثالثًا: التحديات التي يجب أن نواجهها بعقل دولة لا عقل مؤسسة

إن نجاح EDEX 2025 لا يعني غياب التحديات… بل على العكس، يوجب التعامل معها بجدية:

1- الاستمرارية وليس الدورات المؤقتة

الرهان الحقيقي هو صناعة دفاعية تتحرك طوال العام، لا كل عامين مع المعرض.

2- الموازنة بين الأمن والتنمية الاقتصادية

الصناعة الدفاعية يجب أن تُدمج في الاقتصاد الوطني عبر منتجات مزدوجة الاستخدام، تكنولوجيات مدنية، وتطبيقات صناعية واسعة.

3- بناء كتلة بشرية قادرة

مهندسون، فنيون، باحثون، عقل تخطيطي…

لا صناعة دفاعية بلا كوادر وطنية تستطيع المنافسة عالميًا.

4- الحياد الاستراتيجي وتوازن العلاقات

مصر تتحرك بثبات وسط عالم يستقطب الجميع.

والتوازن المصري ليس موقفًا سياسيًا فحسب، بل ضرورة لحماية القرار السيادي، وصناعة وطنية تحتاج بيئة مستقرة للتطور.

---

رابعًا: رؤيتي — ماذا يعني EDEX لمصر في مشروعها الوطني الشامل؟

أرى أن EDEX 2025 هو حجر زاوية لمشروع مصري كبير يمكن تلخيصه في 4 محاور:

1- تحويل مصر إلى مركز إقليمي للصناعات الدفاعية

قدرة صناعية + موقع استراتيجي + استقرار سياسي =

مصر مركزًا رئيسيًا للصناعة الدفاعية في الشرق الأوسط وأفريقيا.

2- خلق اقتصاد جديد مبني على التكنولوجيا الدفاعية

الدول الكبرى نقلت صناعاتها العسكرية إلى قطاعات مدنية…

ومصر قادرة على ذلك:

طائرات مسيرة للزراعة، حلول اتصالات، برمجيات، إلكترونيات…

الصناعة الدفاعية قاطرة للتنمية وليست عبئًا عليها.

3- تعزيز الردع والجاهزية لحماية الأمن القومي

الأمن اليوم لا يعتمد على “عدد الجنود”، بل على الذكاء التقني، التفوق المعلوماتي، سرعة الاستجابة، وامتلاك منظومات سيادية كاملة.

EDEX هو إعلان أن مصر تبني القوة اللازمة لردع أي تهديد.

4- بناء جيل مصري جديد من العلماء والمهندسين

العلم هو السلاح الحقيقي.

ومصر تمتلك طاقات بشرية قادرة — إذا أُتيحت لها الفرصة — على إنتاج ابتكارات وطنية تضاهي كبرى دول العالم.

---

خاتمة — EDEX 2025 ليس معرضًا… إنه عنوان لمرحلة مصرية جديدة

حين تجتمع الإرادة السياسية، والقدرة العسكرية، والعقل الصناعي، والبنية العلمية…

تستطيع الدولة أن تصنع قوتها بنفسها، وأن تكتب مستقبلها بيدها.

EDEX 2025 هو تأكيد أن مصر تتحرك إلى الأمام:

قوةً، ووعيًا، وصناعةً، واستقلالًا.

هو ليس حدثًا دعائيًا…

بل شهادة ميلاد جيل جديد من الصناعة الدفاعية المصرية، وجزء أصيل من مشروع دولة تعرف جيدًا أين تقف… وإلى أين تريد أن تصل.

حفظ الله مصر 🇪🇬 

🇪🇬⚔️🦅

AbdelFattah Elsisi - عبد الفتاح السيسي Ahmed Ekram الصفحة الرسمية للهيئة العامة للاستعلامات الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية المصرية الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للقوات المسلحة وزارة الشباب والرياضة - مصر رئاسة مجلس الوزراء المصري المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية-Spokesman for the Egyptian Presidency الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية

#أيديكس_للدفاع

#معرض_أيديكس_للدفاع

#ايديكس_٢٠٢٥

#مصر_2025

#الصناعة_العسكرية_المصرية

#القوة_العسكرية_المصرية

#التسليح_المصري

#الجيش_المصري

#الدفاع_الوطني

#الصناعة_الاستراتيجية

#مستقبل_الدفاع_المصري

#القدرات_الردعية

#مصر_القوية

#صناعتنا_تحمينا

#معرض_الدفاع_المصري

#التصنيع_الحربي

#منتدى_الدفاع_2025

#حماية_وطن

#فكر_استراتيجي

#أحمد_إكرام

#المستشار_أحمد_إكرام

#EDEX

#EDEX_2025

#EDEX_EGYPT

#EDEX2025 #EDEX #DefenceExhibition #CairoEvents #DefenceIndustry #InnovationInAction 

#egyptevents 

Egypt Defence Expo - EDEX

إرسال تعليق

أحدث أقدم