محمد رضا الأنوري.. "نور المنابر" وصوت الدعوة في زمن التحديات
من الدقهلية إلى القاهرة.. شاب أزهري يُضيء قلوب الناس علمًا وتأثيرًا
🕌 من قرية كفر قنصوة.. انطلقت الرحلة
في قرية صغيرة وادعة تُدعى كفر قنصوة التابعة لمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، وُلِد محمد رضا الأنوري عام 2004 في كنف أسرة مؤمنة تربّت على حب القرآن والسُّنة. لم تكن نشأته عادية، فجده الشيخ عبد المقصود العمري -رحمه الله- كان كفيفًا حافظًا لكتاب الله، وترك في حفيده الأثر والقدوة.
ومنذ نعومة أظافره، نما حب الدعوة والعلم في قلب محمد، فتلقّى دعمًا كاملًا من والديه وأهله، حتى أصبح اليوم أحد أبرز الشباب الذين يحملون مشعل الدين والعلم في جيله.
🎓 بين العلوم الشرعية والعلم الحديث
رغم عشقه للمساجد والمنابر، لم يكتفِ الأنوري بالتعليم الديني فقط، بل واصل طريقه الأكاديمي بثقة. أحب مادة الأحياء منذ صغره، ليلتحق بعدها بكلية التربية بجامعة الأزهر، قسم "العلوم البيولوجية والجيولوجية"، جامعًا بين نور الشريعة ونور التجريب.
بعد تخرجه، عمل كـمدرس علوم في معهد التوحيد النموذجي بمنطقة عين شمس بالقاهرة. وهناك، سطع نجمه بين الطلاب، إذ عُرف بقدرته على تبسيط المادة، وتقديم محتوى علمي مشوّق، مما جعله محبوبًا من الجميع، كبيرهم وصغيرهم.
🎤 منابر الدعوة.. البداية من السنبلاوين
بدأت رحلة الدعوة عام 2018، وهو لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره، حيث تنقل بين مساجد قُرى السنبلاوين، يُخاطب القلوب، ويزرع بذور الخير في النفوس.
وفي عام 2021، انتقل إلى القاهرة، حيث اتسعت دائرة تأثيره، وبدأ يخطب في العديد من المساجد الكبرى بالعاصمة، مؤثرًا بصوته وأسلوبه الهادئ العميق.
لُقّب بـنور المنابر بسبب بيانه المضيء، وخطابه المؤثر الذي يجمع بين الحكمة والتواضع، كما لقّبه البعض بـ"صوت أطل من إذاعة القرآن الكريم نظرًا لروعة تلاوته وقوة حضوره الصوتي.
📲 الحضور الرقمي والإعلامي.. صوت الشباب الواعي
لم يكتفِ الأنوري بالمنابر التقليدية، بل دخل بقوة إلى الساحة الرقمية، من خلال:
يوتيوب
تيك توك
فيسبوك
حيث يُقدّم الخطب، المقاطع الدعوية، والتلاوات القرآنية بأسلوب جذاب، يُخاطب فيه القلوب والعقول، فحقق انتشارًا واسعًا، وتفاعلًا كبيرًا، خصوصًا بين فئة الشباب.
كما شارك في عدد من البرامج الإعلامية البارزة:
🟢 قناة الدلتا – برنامج: لأجل النبي
🔵 القناة الخامسة – برنامج: حديث كل مساء
🎬 قناة بيروت سينما – برنامج: قصة حياتي
📻 إذاعة القرآن الكريم FM – برنامج: طلائع الإيمان مع الإعلامية سحر فاروق
💬 داعم نفسي.. لا مجرد واعظ
ما يُميّز محمد الأنوري عن غيره من الدعاة أنه يتعامل مع الدعوة كرسالة حياة، لا مجرد مهنة.
فهو يحرص على الجلوس مع طلابه ومستمعيه، يُنصت لهم، يُشاركهم قصصًا واقعية، ويُقدّم لهم حلولًا نفسية ومعنوية، مما جعله ملجأً للكثيرين في لحظات الشدة.
وقد قال في أحد لقاءاته:
> "ليست كل خطبة تُقال على المنبر، فبعض الدعوة تكون في ابتسامة، أو جلسة صادقة، أو كلمة في أُذُن شاب تائه."
🏆 تكريمات تُخلّد الأثر
ترك الأنوري بصمة في كل مكان حلّ فيه، وشهد بذلك كل من تعامل معه، ومن أبرز تكريماته:
🏅 تكريم خاص في مؤتمر "تحت النظر" بمحافظة قنا من الإعلامية نبيلة ناصر.
🏅 شهادة تقدير من عميد كلية التربية لجهوده في مجال الدعوة والتدريس.
🏅 درع شكر من مدرسة طلائع المستقبل بالقاهرة، من إدارة الأستاذ محيي جلال، الأستاذ سيد جلال، والمدير القدير إيهاب الغنيمي.
📚 تربية العلماء.. وملامح التأثر
تأثّر الأنوري بعدد من الرموز الدينية الكبرى، على رأسهم:
فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم
الإمام الفقيه الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي
كما يُعد نفسه وريثًا لمسيرة جده، الشيخ عبد المقصود العمري، الذي كان حافظًا لكتاب الله رغم فقدانه للبصر، فكان رمزًا في الصبر، والبصيرة، والتقوى.
✨ كلمة أخيرة..
في زمن يُفتَقد فيه القدوة، يظهر محمد رضا الأنوري كأحد أصوات الأمل في جيلٍ عطشان للمعنى. هو ليس مجرّد داعية، بل نموذج لشاب مصري أزهري واعٍ، يجمع بين عمق العقيدة، ورحابة العقل، وحداثة الوسيلة.
إنه نور.. يشع من المنابر إلى الشاشات، ومن المدارس إلى القلوب.
ولعلّ أجيالًا كاملة ستتربى على صوته.. وخلقه.. وكلماته.
📍 للمتابعة: ابحث عن "محمد رضا الأنوري" على يوتيوب وتيك توك وفيسبوك