نوران بركات تطرح مقاربة جديدة لمفهوم "الوعي

 نوران بركات تطرح مقاربة جديدة لمفهوم "الوعي 

اعتبرت أن "الصمت الحقيقي" هو مواجهة "وحوش الأيجو" الداخلية وليس الانعزال في الكهوف

قدّمت الكاتبة نوران بركات رؤية فلسفية جديدة تتعلق بمفاهيم الوعي والصمت والعلاقة مع الآخرين، داعية إلى إعادة النظر في الفهم التقليدي للانعزال كوسيلة للسلام الداخلي.

واستهلت بركات طرحها بالتأكيد على أن الوعي الحقيقي لا يعني اعتبار الصمت هروباً من ضجيج وصخب الناس إلى أماكن منعزلة كالكهوف، بل على العكس تماماً. وأشارت إلى أن وجود "الآخرين" أمر جوهري، واصفة إياهم بأنهم "المعلمون" الذين لولاهم لما أدرك الإنسان قيمة الصمت وروعتة، معتبرة أنهم يمثلون "الوعي السطحي" الذي يدور في فلك الفرد أينما ذهب.

الآخرون كاختبار للذات

وبحسب رؤية بركات، فإن الهدف من وجود هؤلاء "المعلمين" في حياة الفرد هو مساعدته على التغلب على ذاته. وأوضحت أن تصرفات الآخرين التي تثير المشاعر السلبية هي في الحقيقة دروس عملية؛ فمن يثير الغضب يمنح فرصة لتعلم السيطرة عليه، ومن يثير الغيرة يعلم كيفية تجاوزها، ومن يحرك مشاعر الحقد والكراهية يدفع الفرد لتعلم كيفية الحفاظ على سلامة قلبه.

مواجهة "الأيجو" الداخلي

وشددت الكاتبة على أن السلام الحقيقي لا يتحقق بالهروب الجغرافي، مؤكدة أن ذلك لن يجدي نفعاً ما لم يتم التغلب على ما وصفته بـ "الوحوش الداخلية"، وتحديداً "الوحش القابع الساكن في الروح" والمتمثل في "الأيجو" (الذات الزائفة).

وحذرت من أن عدم خوض هذه المواجهة الحقيقية، والاستمرار في الهروب، سيؤدي إلى حمل تلك الأوزار الداخلية إلى أي مكان يذهب إليه الإنسان، حتى في أبعد الأماكن عزلة.

الوهم الفيزيائي والوعي الكوني

وفي ختام طرحها، خلصت نوران بركات إلى مرحلة متقدمة من الفهم، حيث يدرك الفرد أن النظريات والفلسفات التقليدية عاجزة عن كشف حقيقته الداخلية. ودعت إلى التحرر من الأفكار المزروعة بواسطة الآخرين خلال رحلة البحث عن الذات، معتبرة أن الأفكار والكلمات التي تشرحها مجرد أدوات محدودة بـ "البعد الفيزيائي".

واختتمت بالتأكيد على أن الزمن وهم، وأن الحقائق في هذا البعد المادي لا قيمة لها، مشيرة إلى أن الأصل هو "اللاشيء والفراغ"، أو ما أطلقت عليه "الوعي الصافي الكوني المطلق"، وهذا هو جوهر الدرس لتعلم المفهوم الحقيقي للصمت.

إرسال تعليق

أحدث أقدم