بقلم الكاتبة: خلود محمود يوسف هل يضيء الشباب سماء المستقبل، أم يُظلمها؟

 

بقلم الكاتبة: خلود محمود يوسف

هل يضيء الشباب سماء المستقبل، أم يُظلمها؟

"أصبحن اليوم على ، واقعٌ يُنذر بعواقب وخيمة، ويطرح سؤالًا مُلحًا: هل نملك حقًا شبابًا قادرًا على قيادة المستقبل، أم أننا نعيش في زمنٍ يغلب فيه الفراغ والتافهة على العمل الاجتهاد السعي؟"

في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه عالمنا، يصبح الشباب هم الأمل المنشود، والوقود الذي يدفع عجلة التقدم إلى الأمام. بصفتي شابة لم تتجاوز الخامسة والعشرين من عمري، أؤمن إيمانًا راسخًا بأهمية الشباب، وأسعى جاهدة لتطوير ذاتي علميًا وثقافيًا، إدراكًا مني بأن تقدم الأمم يبدأ بتنمية شبابها.

ولكن، ما يؤلمني ويثير قلقي هو ما أراه في مجتمعنا اليوم. أرى شبابًا - للأسف - يعيشون في فراغٍ قاتل، يضيعون أوقاتهم في أمور تافهة، وينشغلون بملاحقة التفاهات، بدلًا من السعي نحو المعرفة والارتقاء بالنفس. كيف يمكن لشاب في عمر السادسة والعشرين أو الثلاثين أو حتى أقل، أن يكون فارغًا من الداخل، يترقب الفتيات في الطرقات، ويهدر وقته في أمور لا تغني ولا تسمن من جوع؟ كيف له أن يتحمل مسؤولية أسرة، ويكون أبًا صالحًا، وهو يعيش هذه الحياة الفارغة؟

أتذكر هنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يحث الشباب على استغلال أوقاتهم فيما ينفعهم، ويوجههم نحو البناء والتعمير. هل هؤلاء الشباب هم الذين تحدث عنهم رسول الله؟ هل هؤلاء هم الذين سنعول عليهم في بناء مستقبل أمتنا؟

إنني أشعر بالحزن العميق عندما أرى شبابًا يضيعون فرصهم، ويتركون أنفسهم فريسةً للتفاهة. أراهم يتربصون بالفتيات في الطرقات، وينتهكون خصوصيتهن، وينشرون سلوكيات تتنافى مع الأخلاق والقيم. أين هم من الشباب الذي كان يمثل القدوة والأمل؟ أين هم من المسؤولية والالتزام؟

"الشباب، إما أن يكونوا وقودًا يضيء دروب المستقبل، أو دخانًا يخنق طموحاته."

إرسال تعليق

أحدث أقدم